بسم الله الرحمن الرحيم
تحيّة طيّبة وبعد ,
بصراحة أنا من الطالبات اللاتي انصدمنْ وبشدّة من الجامعة والكليّة وأكاديمييها وكل شيء فيها !
حتى أصغر التفاصيل التي لم آبه لها سابقاً , لأني لم أكن أفقه النهج الذي عليه تسير جامعتي المحترمة .. وكليّتي التي كنتُ أعشق .
نعم , أعترفُ بأنّي كنتُ أعشقُ الحقوق , وكانتْ رغبتي الأولى .. حتى أنّي قررتُ ألا أكمِل دراستي إنْ لم أُقبَل في الحقوق ,
وكنتُ قد دخلتُ الجامعة , ولدي خلفية سوداء , معتمة , داكنة .. إلخ ] عن الجامعة والكلية والدكاترة ,
إلا أنّي قررتُ ألا أبالي , وأنْ أهتم بدراستي فقط لا غير - دكتور زين مو زين أكيد ماراح يظلمني إذا درست زين وسويت زين ..إلخ - هذا ما كنتُ أقوله لنفسي , واكتشفتُ مؤخّراً أنّي كنتُ أزيِّف لنفسي حقائق كانت تتراءى لي لكني كنتُ أسمح لها بأن تتوارى عني فقط لكي لا ( أكره الكليّة ) ولِمَـ ؟
لأن الكره يقتل صاحبه !
وفي حالتي , قد يؤدي الكره إلى نزول المعدل , وهذا ما كنتُ أخشاه .
انتهى الفصل الأول , والفصل الثاني , صمّمتُ على ألا أنهيه إلا بمعدل 3 , والحمدُ لله ,
تكلّلت جهودي بالنجاح والتوفيق .
.. ولكنْ [ والله يا جامعتي بكل ما فيكِ من أدق تفاصيلكِ لأسخف قوانينكِ .. طحتي من عيني , لأن النقاب الذي كان يستر عيوبكِ عن عيني ( طاح ) وتعرّت الحقيقة أمام عيني ,
يوم شفت كم موقف , وسمعت كم قصة , وعرفت ( أسرار ) , هزّتني والله .. وفقدت الثقة في أصحاب المناصب العالية .. أصحاب الأخلاق الهابطة .
قد أظلم بعبارتي السابقة البعض , لكنّي لا أعنيهم .
لعلّ هذا أصعب شيء واجهتُه ولا زلت - باعتبار أنّ مشواري الدراسي في الجامعة لم ينتهِ بعد - أمّا عن الامتحانات والدرجات , لا أشعر بأنّي قد ظُلِمت .. إنّما أكره الطريقة المُتبعة في تقييم الطلبة فيما إذا كانو قد فهموا المادة المقررة أم لا .
ولا أجدُ أنّها طريقة عادلة في التقييم لأنها تعتمد - أكثر ما تعتمد - على الحفظ , وكأن الكتاب المقرر كتاب مقدّس , صحيح أنّ بعض الدكاترة يسمحون لنا بأن نُعبِّر بأسلوبنا الخاص , فيتيحون لنا جو من البحبوحة وقت الإجابة , لكن ليسوا كلهم .
هناك مَنْ يُلزم الطلبة بالإجابة كما هو مكتوب في الكتاب حرفياً , ين الطالب من كل هذا ؟ أين شخصيته وذاته ..؟؟ كأنّما انطوت بل قل اختفت !
ولِمَ لا نعتمد إلا على كتاب واحد؟!!
فنجعل منه كتاب مقدّس لا نخرج عن إطاره ولا نستطلع ونثري معلوماتنا من مراجع وكتب أخرى ؟؟
أقترح - إنْ كان لي الحق - أنْ يتم تقييمنا في الفهم أو عدمه عن طريق عمل بحوث .
نعم [ بحوث ] .. وهو بالضبط ما يتهرّب منه غالبية الطلبة .. كأنّه الـ [ بُعبُع ] !!
أنا أرى أنّ البحث يدقع الطالب الكسول والمجتهد إلى الاستطلاع والتثقف .. ويعطيه شيئاً من تعلم خطوات كتابة البحث .. ويرشد للطريق السليم في كتابته بمساعدة وإشراف دكاترة متخصصين .
صحيح حالياً في جامعة البحرين هناك مقرر لإستكمال التخرج وهو البحث القانوني .. لكن تخيّلوا أنّ الطالب في خلال سنوات دراسته الجامعية لم يقم إلا بعمل بضعة بحوث - يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة - وقد لا ترقى لمسمى ( بحث ) . كيف له عن طريق مقرر واحد أن يلم بكل ما يتطلبه البحث لكي يستحق هذا المُسمّى ؟
ثم أنّ البحث يكشف مدى اجتهاد الطلبة , ولا مانع من وجود كتاب خاص بالمقرر بشرط أن يُعتبَر ( مرشد .. مساعد .. ) وليس مصدر أساسي ولا شيء سواه .
وحبّذا لو يُمنح الطالب قائمة ببعض المراجع والكتب القانونية المففيدة , تخيّلوا أنّ كثير من طلبة القانون يجهلون أهم أسماء الكتب القانونية المهمة , ولعلّ البعض منهم لديه خليفة .. لكن هناك فئة تظن أنّها تقرأ كتب قانونية مُتخصِّصَة .. إلا أنّ ظنّها في غير محله البتّة , فقد تكون قراءاتهم في كتب لها طابع قانوني لكن ليس بالضرورة أن تكون متخصصة .
ولا يمنع ذلك - وجود بحث لكل مقرر - من تقديم امتحانات , ولتكن شهرية .. شريطة أن تعطي الطلبة المجال في أنْ يعبِّرروا بأسلوبهم الخاص في الإجابة .
قد يكون اقتراحي محل استياء عدد كبير من الطلبة , لكني أرى أنّه السبيل الأوفق في تقييم مدى استيعاب الطلبة لأساسيات المقرر .
.. ختاماً أتمنى أنّي وُفِّقت في شرح وجهة نظري .
فائق الاحترام والتقدير ,,,,,,,,,,,,,,,,,